الطفح الجلدي الحراري؛ أهم أسبابه وأعراضه وطرق علاجه 

الطفح الجلدي الحراري حالة مرضية شائعة الحدوث خاصةً في فصل الصيف، حيث الحرارة والرطوبة العالية. يتظاهر ببثور حمراء صغيرة تسبب الحكة الشديدة، نلاحظها بمناطق الاحتكاك في سطح الجسم مثل التقاء الذراع والجذع أو بين الفخذين، بالإضافة إلى تواجده على الظهر والصدر، وفي طيات الجلد، حيث تشكل مناطق مفضلة لتراكم العرق عليها.
دعونا نتعرف معًا على هذا المرض الجلدي، أهم أسبابه وأعراضه وطرق علاجه لننعم بأجواء الصيف الحارة دون أن يشكل عقبة أمامنا.

تشخيص حالة الطفح الجلدي الحراري

يلجأ الطبيب لتشخيص هذه الحالة بالفحص السريري، حيث يقوم بمعاينة شكل الطفح، وحجمه، وأماكن توضعه، ويرى امتداده على سطح الجسم. يكون تشخيص الطفح الحراري سهلًا، ويستند الطبيب في ذلك لسؤال المريض عن نشاطاته، والمهام التي يقوم بها، وإذا كان يتعرض لأشعة الشمس بكثرة، ويتعرق كثيرًا، وبالتالي يؤكد تشخيصه، وفي حال شك الطبيب بوجود أي التهاب آخر يقوم بأخذ عينة دموية من المريض، وإرسالها إلى المختبر لإجراء الفحوص اللازمة لذلك.

أعراض الطفح الجلدي الحراري

تتفاوت أعراض الطفح بين أعراض بسيطة مثل: الاحمرار والحكة والإحساس بالحرارة العالية في المنطقة المصابة، وبين أعراض شديدة تستوجب أخذ المشورة الطبية، مثل:

• حدوث ألم شديد في منطقة.
• انتفاخ العقد اللمفاوية في مناطق الجسم مثل الإبطين والرقبة والفخذين.
• حدوث ارتفاع شديد في درجة حرارة الجسم مع قشعريرة.
• حكة غير مستجيبة على الأدوية المضادة للحكة.

“اطلع أيضًا على: أفضل 7 كريمات تفتيح البشرة“

أسباب الطفح الجلدي الحراري

أسباب الطفح الجلدي ناتجة في غالبية الأحيان عن انسداد الغدد العرقية، نتيجة تراكم العرق وخلايا الجلد الميتة ضمن الغدد العرقية، وهذا ما يجعلها بيئة مناسبة لنمو البكتيريا. ومن الأسباب المؤدية إلى انسداد الغدد العرقية نذكر:

• التواجد في المناخات الاستوائية الرطبة، حيث الحرارة والرطوبة العاليين تزيد من قابلية التعرق.
• بعض الحالات المرضية التي تستوجب البقاء لفترة طويلة ضمن الفراش.

• ارتداء ملابس كثيرة في فصل الشتاء، والجلوس المطول بقرب المدفأة.
• استخدام مستحضرات التجميل والكريمات السميكة، التي تسد المسام وتحبس العرق.
• ممارسة التمارين الرياضية الكثيفة، خاصةً في فصل الصيف.
• نوعية الملابس السيئة المستخدمة في فصل الصيف، والتي لا تمتص العرق الناتج.
• بعض الأدوية تؤدي إلى رفع درجة حرارة الجسم، وبالتالي زيادة التعرق مثل أدوية مرض باركنسون.

“اقرأ أيضًا: البشرة الحساسة“

الطفح الجلدي الحراري عند الرضع

هو عرض شائع الحدوث عند الرضع، ويشكل قلقًا كبيرًا للأمهات. سبب حدوثه هو عدم قدرة جسم الرضيع على تنظيم درجة حرارته كما هو الحال عند البالغين، حيث تكون الغدد العرقية غير ناضجة جيدًا، ولا تستطيع طرح العرق بشكل طبيعي لتبريد سطح الجسم، وهنا تكمن الخطورة، لأن ذلك يسبب ارتفاع درجة حرارة الرضيع، وحدوث الاختلاجات الحرارية التي نحن في غنى عنها، لذلك سنقدم أيضًا بعض النصائح لمنع إصابة الطفل الرضيع بالطفح الجلدي الحراري، مثل:

• عدم ترطيب جلد الطفل الرضيع باستخدام المستحضرات الزيتية، واستبدالها بالكريمات التي لا تشكل طبقة حاجزية سميكة على سطح الجلد.
• التقليل قدر الإمكان من الثياب التي يرتديها الطفل الرضيع، مع الأخذ بعين الاعتبار الظروف الجوية المحيطة.
• ارتداء القبعة عند خروج الطفل الرضيع في أشعة الشمس.
• وضع واقي شمسي مناسب للطفل الرضيع عند تعرضه لأشعة الشمس.
• الاستحمام المتكرر للطفل بالماء الفاتر، لتبريد سطح جسمه.
• إطعام الطفل غذاء غني بالعناصر الغذائية خاصة فيتامين سي.
• الإكثار من شرب الطفل الرضيع للماء لمنع جفاف الجسم.

“اقرأ أيضًا: العناية بالبشرة المختلطة“

علاج الطفح الجلدي الحراري

لا حاجة للتدخل الطبي لعلاج هذه الحالة، حيث تختفي البثور والحكة بعد عدة أيام من ظهورها، ولكن يوجد بعض العلاجات لتلطيف الطفح، مثل:

العلاجات الدوائية

هناك بعض العلاجات الطبية لعلاج الطفح الجلدي الحراري التي يصفها الطبيب لتخفيف الحالة ومنع تفاقمها، مثل: مضادات الحكة مثل الأدوية المضادة للهستامين، الكريمات الحاوية على أكسيد الزنك والكالامين.
كما قد يوصي الطبيب ببعض العلاجات التلطيفية للحالة مثل: استخدام كمادات باردة على مناطق الطفح، أو تمرير قطع من الثلج فوقها.

العلاجات المنزلية

من أفضل الطرق المنزلية التي تساعد في تلطيف الطفح، ما يلي:

• دقيق الشوفان:

يتم صنع عجينة من دقيق الشوفان بعد خلطه مع الماء ووضعه على المناطق المصابة بالطفح الجلدي الحراري لمدة نصف ساعة، حيث تساعد هذه العجينة على التخلص من الحكة.

• خشب الصندل:

يتم خلط خشب الصندل المسحوق مع كمية كافية من الماء، ووضعه على مكان تواجد الطفح الجلدي الحراري، حيث يحتوي على مواد تساعد على تخفيف الألم.

“اقرأ أيضًا: ماسك القهوة للبشرة الدهنية“

• صودا الخبز:

نضيف عدة ملاعق من صودا الخبز (Baking soda) إلى حوض الاستحمام الحاوي على ماء فاترة، ويتم البقاء ضمنه لمدة نصف ساعة، حيث يساعد على تخفيف الحكة.

• الصبار:

لا نستطيع أن ننكر خصائص الصبار المضادة للالتهاب، حيث يتم وضع جل الصبار على مناطق الطفح الجلدي الحراري وتركه لمدة نصف ساعة، ثم غسيل مكان وضعه بماء فاتر.

“قد يهمك أيضًا: كريم اولاي بالتوت البري“

• عجينة الخيار:

يتم تقطيع كمية من الخيار وطحنها جيدًا لتشكيل عجينة سميكة توضع على المنطقة المصابة بالطفح الجلدي الحراري، وتترك لمدة 10 إلى 15 دقيقة، ومن ثم تغسل المنطقة بالماء الفاتر بشكل جيد، تطبق هذه الطريقة عدة مرات في اليوم.

• زيت البابونج وزيت شجرة الشاي:

من المعروف عن هذه الزيوت احتوائها على مركبات تساعد في تقليل الالتهاب، يتم خلط قطرة واحدة من زيت البابونج أو قطرة واحدة من زيت شجرة الشاي مع مقدار ملعقتين أو ثلاثة من زيت جوز الهند، وتوضع على المنطقة المصابة بالطفح الجلدي الحراري لمدة 30 إلى 40 دقيقة ثم تغسل المنطقة جيدًا بالماء الفاتر، وتطبق هذه الخلطة مرة واحدة باليوم.

“اقرأ أيضًا: العناية بالبشرة قبل العيد“

نصائح للوقاية من الطفح الجلدي الحراري

يوجد بعض النصائح الواجب الالتزام بها للوقاية من حدوث هذا الطفح، نذكر منها 6 نصائح للوقاية:

• ارتداء الملابس الواسعة ذات النوعية الجيدة، مثل الملابس القطنية والتي تمتص العرق المفرز.
• تجنب البقاء في جو ذو حرارة ورطوبة عاليين.
• الحفاظ على البيئة المحيطة بحالة باردة.
• الاستحمام بشكل يومي وخاصة في فصل الصيف لمنع تراكم العرق.
• تقشير البشرة بشكل دوري لإزالة خلايا الجلد الميتة والدهون المترسبة التي تسد الغدد العرقية.
•  الابتعاد عن المراهم والكريمات الحاجزية، مثل الحاوية على السيلكون.

“اقرأ أيضًا: تنظيف البشرة المختلطة“

الأسئلة الشائعة عن الطفح الجلدي الحراري

في الختام، نستطيع القول بأن الطفح الجلدي الحراري حالة طبيعية تحصل نتيجة العوامل الجوية ولا تستوجب الذعر عند ظهورها، ولكن إذا كانت الحالة شديدة، ومستمرة لأكثر من شهر، ولا تتراجع مع استخدام العلاجات التلطيفية، أو في حال التهاب البثور وامتلاؤها بالقيح، يجب مراجعة الطبيب بالحال وعدم التهاون فيها، حيث يقدر الطبيب سبب هذا التفاقم ويختار العلاج الأمثل لها لمنع المضاعفات الخطيرة.