الحساسية الجلدية؛ تعرف على أنواعها وطرق علاجها

الحساسية الجلدية أو الأرتيكاريا من الأمراض الجلدية واسعة الانتشار، تنجم عن أسباب مختلفة، وتتصف بظهور الاحمرار والطفح الجلدي الحاك. توجد أنواع عديدة للحساسية الجلدية تختلف باختلاف العامل المسبب وبالتالي تتنوع طرق العلاج. ما هي الحساسية الجلدية؟ ما أنواعها وطرق علاجها؟


ما هي الحساسية الجلدية؟

الحساسية الجلدية أو الأرتيكاريا مرض شائع الانتشار، يتميز بظهور طفح أحمر مسبب للحكة على جلد متورم في الحالات الخفيفة. وتتنوع مسببات الحساسية الجلدية، فقد تكون محرضة بالأطعمة أو الأدوية أو المعادن أو مترافقة مع مرض ما، ومعظم أنواع الحساسية الجلدية غير خطيرة أو مهددة للحياة، ولكن في بعض الحالات النادرة قد يحصل لدينا رد فعل تحسسي شديد ينتشر في جميع أنحاء الجسم ويجعل التنفس أمرًا صعبًا، وهنا يجب مراجعة الطوارئ على الفور. دعونا نتعرف معًا على الحساسية الجلدية وطريقة علاجها.

“اقرأ أيضًا: الطفح الجلدي الحراري


أنواع الحساسية الجلدية

أنواع الحساسية الجلدية
أنواع الحساسية الجلدية

هناك عدة أنواع للحساسية الجلدية تختلف عن بعضها البعض بأعراضها، أسبابها، طرق علاجها، وإليكم أهم 4 أنواع للحساسية الجلدية:

التهاب الجلد التحسسي

التهاب الجلد التحسسي هو أكثر حالات الحساسية الجلدية حدوثًا ويسمى أيضًا بالأكزيما، نجد هذا المرض أكثر شيوعًا عند الأطفال والرضع مقارنًة بالبالغين، ونلاحظ فيه ظهور بقع على سطح الجلد تكون ملتهبة وحاكة، وغالبًا ما تتسبب بخرج الدم، ويكون الجلد في هذه الحالة جاف وقابل للتهيج لأي عامل بيئي. قد يكون سبب التهاب الجلد التحسسي متعلقًا بالعوامل الوراثية، حيث نجد عيبًا في إحدى الجينات المسؤولة عن إعطاء الجلد مظهره الطبيعي، ويكون التهاب الجلد التحسسي مترافقًا مع عدد من الأمراض، مثل التهاب الأنف التحسسي، الأمراض الرئوية كالربو، الحساسية على بعض أنواع الطعام، وهذا يجعل أعراض التهاب الجلد التحسسي أكثر سوءًا.

“اقرأ أيضًا: أفضل مقشر طبيعي للبشرة الجافة والحساسة

التهاب الجلد التماسي التحسسي

يحدث التهاب الجلد التماسي التحسسي نتيجة حدوث تلامس لجلد الشخص مع بعض العوامل المسببة للحساسية الجلدية، حيث تتظاهر بشكل بقع حمراء على سطح الجلد مترافقة مع حكة شديدة، تحدث فورًا بعد التلامس مع المادة المسببة للحساسية، فعلى سبيل المثال إذا كان لدى الشخص حساسية تجاه بعض أنواع المعادن مثل النيكل الموجود في المجوهرات، حيث لا تخلو المجوهرات من كميات من النيكل وحتى لو كانت الكمية الموجودة ضئيلة جدًا، فهذا يؤدي إلى حدوث احمرار مترافق مع حكة شديدة وتورم المنطقة في مكان حدوث التلامس مع المجوهرات الحاوية على النيكل.

التهاب الجلد التماسي التحسسي المنقول بالهواء

يحدث التهاب الجلد التماسي التحسسي المنقول بالهواء نتيجة حدوث رد فعل مناعي من قبل الجسم على عامل محسس موجود في الهواء، حيث يستقر هذا العامل المحسس على جلد الشخص، ونجد الكثير من العوامل المحسسة الموجودة في الهواء، مثل: دخان السجائر، حبوب اللقاح وبعض أنواع الألياف.

الشرى الناتج عن الحساسية

يحدث الشرى نتيجة حدوث تفاعل مناعي في الجسم يقوم به الجهاز المناعي بإفراز الهيستامين من الخلايا البدينة، تحدث فيه العديد من الأعراض مثل الوذمة الوعائية وارتفاع حرارة الجسم، وظهور بقع حمراء مترافقة مع الحكة.

يوجد نوعان من الشرى هما الشرى الحاد والشرى المزمن، حيث في الشرى الحاد نلاحظ ظهوره بسبب عوامل عديدة، مثل:

  • تناول أطعمة معينة أو بعض الأدوية.
  • التلامس مع محفزات معينة.
  • ممارسة التمارين الرياضية.
  • ارتفاع درجات الحرارة.
  • الإصابة بلدغات الحشرات.
في هذا النمط من الشرى نجد أن اختبارات الحساسية مفيدة وموجهة، بينما في حالة الشرى المزمن لا تكون اختبارات الحساسية ذات فائدة، لأنه من النادر أن يكون سبب الشرى المزمن حاصلًا نتيجة محفز معين مثل الشرى الحاد، ويعتقد أن سببه وراثي.

أسباب الحساسية الجلدية

أسباب الحساسية الجلدية
أسباب الحساسية الجلدية

رغم إجراء الكثير من البحوث والاختبارات حول سبب الحساسية، لكن لم يتم تحديد العامل المسبب إلى الآن. وفي النهاية تم إرجاع الأمر إلى الوراثة، حيث أن هذه الحساسية يتم توارثها بين الأجيال، ومن أكثر المواد التي تسبب حدوث التفاعل التحسسي عند الأشخاص المؤهبين:

  • معدن النيكل:
    معدن موجود في أماكن عديدة مثل المجوهرات، أقفال الملابس، المستحضرات الجلدية، مثل: المرطبات الجلدية وغسولات الشعر وغسولات الجسم ومستحضرات التجميل، وهو المسبب الأكثر شيوعًا لالتهاب الجلد التماسي التحسسي.
  • الأدوية:
    تتضمن الأدوية الموضعية، مثل الكريمات الحاوية على مضادات حيوية، كريمات حاوية على مواد مضادة للحكة. والأدوية الجهازية، مثل البنسلين، الأسبرين، مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين.
  • الأطعمة:
    مثل المكسرات، الفراولة، الشوكولا، مشتقات الحليب.
  • المواد الكيميائية:
    صبغات الشعر، مضادات التعرق، الواقيات الشمسية، المبيدات الحشرية، المنظفات، العطور ومستحضرات التجميل.
  • النباتات:

بعض أنواع النباتات تكون مسببة للحساسية الجلدية، مثل اللبلاب السام.

  • اللاتكس:

عبارة عن نوع من أنواع المطاط الموجود في المواد القابلة للتمدد، مثل البوالين وقفازات الجلي.

“اقرأ أيضًا: العناية بالبشرة الجافة


أعراض الحساسية الجلدية

تختلف أعراض الحساسية الجلدية باختلاف المسبب للحساسية الجلدية، فقد تكون الحساسية الجلدية موضعية أو معممة في كافة أنحاء الجسم، وتتنوع الأعراض بين أعراض خفيفة مثل:

  • ظهور طفح جلدي أحمر على سطح الجلد مترافق مع الحكة.
  • حدوث حكة في العين وزيادة إفراز الدموع منها.
  • تقشر وتشقق الجلد.
  • تورم في مناطق ظهور البقع الحمراء من الجلد.

هناك أعراض شديدة تكون مترافقة مع الأعراض السابقة البسيطة، مثل:

  • مغص في البطن.
  • غثيان وإقياء شديدين.
  • إسهال.
  • صعوبة في البلع نتيجة تورم البلعوم.
  • ألم في الصدر.
  • تورم اللسان والوجه والجفون.
  • شعور بالوهن العام.
  • خوف وقلق.
  • صعوبة القيام بالتنفس.
  • زيادة عدد ضربات القلب.
  • حدوث فقدان للوعي.

“اقرأ أيضًا: علاج البشرة الدهنية


علاج الحساسية الجلدية

علاج الحساسية الجلدية
علاج الحساسية الجلدية

تتنوع طرائق علاج حساسية الجلد باختلاف المسبب لها، ومن أفضل النصائح لتجنب حدوثها هو الابتعاد عن مسببها بدل انتظار حدوث الحساسية الجلدية وعلاجها، ولكن لا نستطيع أن نلغي فكرة أنه في بعض الحالات يكون الابتعاد عن مصدر الحساسية الجلدية صعب، لذلك نقدم لكم بعض العلاجات الدوائية:

علاج التهاب الجلد التحسسي

يتم علاج التهاب الجلد التحسسي المعروف بالأكزيما عن طريق استخدام:

  • المرطبات التي ترطب الجلد وتخفف من جفافه.
  • المراهم المضادة للالتهاب الموضعية التي تخفف الالتهاب المرافق مثل
  • المراهم الحاوية على الكورتيزون.
  • يمكن استخدام دواء الدوبيلوماب حقنًا في الحالات الشديدة التي يصعب السيطرة عليها بالطرق العلاجية التقليدية.
  • يتم وصف المضادات الحيوية فمويًا في حال الشك بأن سبب حدوث الإكزيما هو عدوى بكتيرية.
يجب تجنب استخدام الستيروئيدات جهازيًا والاكتفاء باستخدامها موضعيًا، لأن الأكزيما غالبًا ما تعود بعد إيقاف استخدام الستيروئيدات الجهازية، بالإضافة إلى الآثار الجانبية الجهازية الخطيرة الناتجة عن تناولها.

علاج الشرى والوذمة الوعائية

يتم علاج الشرى والوذمة الوعائية بالابتعاد عن مسبب حدوثهم إذا عرف المسبب، ويتم استخدام بعض الأدوية لتلطيف الحالة مثل:

  • مضادات الهيستامين حيث تكون فعالة في تخفيف الحكة بما أن سبب الحكة هو إفراز الهيستامين (Histamine).
  • في الحالات الشديدة التي يصعب السيطرة عليها بالأدوية التقليدية يتم اللجوء إلى استخدام الأوماليزوماب.
دواء أوماليزوماب وهو علاج مناعي يقوم بالارتباط على سطح الخلايا البدينة الحاوية على الهيستامين ويمنعها من الانفجار وتحرر الهيستامين.
“اقرأ أيضًا: علاج البشرة الحساسة

تخفيف أعراض الإصابة بالحساسية الجلدية

تزول معظم أعراض حساسية الجلد من تلقاء ذاتها، ولكن يمكن التخفيف من أعراضها عن طريق:

  • تطبيق كمادات باردة على المنطقة المصابة بالاحمرار، حيث يساعد التبريد على تخفيف الألم والتورم.
  • ارتداء ملابس ذات نوعية قطنية جيدة.
  • الحرص على ارتداء ملابس فضفاضة لا تلتصق بالجسم وخاصة في مناطق ظهور الطفح الجلدي.
  • استخدام بعض الأدوية الموضعية، مثل الستيروئيدات الموضعية،
  • تطبيق غسول الكالامين على المنطقة المصابة.

“اقرأ أيضًا: علاج البشرة المختلطة


الأسئلة الشائعة عن الحساسية الجلدية

من المهم الإجابة عن الأسئلة التي تتعلق بالحساسية الجلدية، ونذكر منها:

هل تفيد مضادات الهيستامين في علاج الحساسية الجلدية؟

إن استخدام مضادات الهيستامين في تخفيف الحكة لا يجدي نفعًا، لأن سبب الحكة ليس إفراز الهيستامين، ولكن في بعض الحالات وجد أن إعطاء مضادات الهيستامين المركنة يساعد على النوم وبالتالي تخفيف الشعور بالحكة.

كيف تتم الوقاية من الحساسية الجلدية؟

تتم الوقاية من الحساسية الجلدية عن طريق الابتعاد عن العوامل المحرضة لها، ويساعد في ذلك الطبيب بتحديد العوامل المحرضة للحساسية الجلدية.

متى تستدعي الحساسية الجلدية اللجوء إلى الطبيب؟

يتم اللجوء إلى الطبيب في الحالات التالية:
  • عدم القدرة على السيطرة على الأعراض بالطرق التقليدية.
  • انتشار كبير للأعراض وعلى مساحات واسعة من الجسم.
  • إذا لم يتحسن الطفح بعد 4 أسابيع من البدء في العلاج.
  • إذا ترافق الطفح الجلدي الأحمر مع إفراز للقيح.

في الختام نذكر بأن رد الفعل التحسسي أحيانًا لا يظهر فورًا بعد التعرض للمادة المسببة للتحسس، ويستغرق حدوث الأمر من نصف يوم إلى 4 أيام، وقد يطول الأمر ليحدث بعد أسبوعين، وهنا يجب أن يكون الشخص متذكرًا لأي طعام قد تناوله أو مادة قد تلامس معها ليستطيع الطبيب تشخيص الحالة ومقاربة الأمور وتأكيد نوع الحساسية، ومع الالتزام بالعلاج فإن الأعراض لا تزول فورًا وإنما يستغرق زوالها عدة أسابيع.

هل تفيد مضادات الهيستامين في علاج الحساسية الجلدية؟

إن استخدام مضادات الهيستامين في تخفيف الحكة لا يجدي نفعًا، لأن سبب الحكة ليس إفراز الهيستامين، ولكن في بعض الحالات وجد أن إعطاء مضادات الهيستامين المركنة يساعد على النوم وبالتالي تخفيف الشعور بالحكة.

كيف تتم الوقاية من الحساسية الجلدية؟

تتم الوقاية من الحساسية الجلدية عن طريق الابتعاد عن العوامل المحرضة لها، ويساعد في ذلك الطبيب بتحديد العوامل المحرضة للحساسية الجلدية.

متى تستدعي الحساسية الجلدية اللجوء إلى الطبيب؟

يتم اللجوء إلى الطبيب في الحالات التالية:
  • عدم القدرة على السيطرة على الأعراض بالطرق التقليدية.
  • انتشار كبير للأعراض وعلى مساحات واسعة من الجسم.
  • إذا لم يتحسن الطفح بعد 4 أسابيع من البدء في العلاج.
  • إذا ترافق الطفح الجلدي الأحمر مع إفراز للقيح.
البشرة على قوقل نيوز

تابعنا الأن

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.