مرض الصدفية، كيف نتعامل مع تفاقم أعراضها في الشتاء
قائمة المحتويات
مرض الصدفية، هي مرض جلدي يسبب بقع قشرية تظهر على مناطق من الجسم مثل المرفقين والركبتين وأيضا فروة الرأس وأحيانا جذع الجسم وتكون مثيرة للحكة، وهي من الأمراض طويلة الأمد والشائعة التي لا يوجد علاج شاف لها وتترافق مع ألم معيق للنوم والقدرة على التركيز.
تمر هذه الحالة المرضية عبر دورات عديدة ونجدها تحتد في فترات قصيرة تدوم لبضع أشهر ثم تعود لتهدأ، ويوجد بعض المحفزات الشائعة التي تثير نوبات الصدفية المؤلمة، وسنتحدث في هذا المقال عن مرض الصدفية في الشتاء وكيفية التعامل معه.
ما هي أعراض مرض الصدفية؟
يوجد أعراض محددة لمرض الصدفية وهي:
- طفح جلدي يظهر على شكل بقع متفاوتة في الشكل من شخص لآخر وقد يكون على شكل قشرة الرأس بكميات كبيرة أو قشر منتشرة على نطاق واسع من الجسم.
- طفح جلدي متنوع اللون يميل إلى درجات الأرجواني وأحيانا مع قشور رمادية على البشرة السوداء أو البنية، وأحيانا نجده يميل إلى درجات الأحمر والوردي مع قشور فضية.
- بقع صغيرة الحجم منتشرة على جسم الأطفال.
- جلد جاف جدا ومتشقق نجده أحيانا نازف,
- حكة مزعجة مع ألم وإحساس بالحرقة.
- طفح جلدي دوري يحتد أحيانا لبضعة أسابيع أو أشهر.
“اقرأ أيضًا: متلازمة يد فم قدم؛ هل تعتبر مرض خطير؟“
أنواع مرض الصدفية
هناك أنواع عديدة من مرض الصدفية وتختلف مع بعضها في الأعراض والمؤشرات وهي كالتالي:
- الصدفية اللويحية: هي أكثر الأنواع شيوعا وتتميز بظهور بقع جلدية على شكل لويحات جافة ومثيرة للحكة وتكون بارزة ومغطاة بقشور، ونلاحظ أنها غالبا ما تتوضع على الركبتين أو المرفقين، أو حتى فروة الرأس وأسفل الظهر، ونلاحظ أيضا أن البقع تختلف في اللون حسب لون البشرة حيث أن الجلد المصاب قد يشفى فيما بعد ولكنه يترك تغيرات مؤقتة في اللون وهو ما يسمى فرط التصبغ التالي للالتهاب.
- صدفية الأظافر: إن الصدفية قد تؤثر بشدة على أظافر القدمين واليدين وهذا ما يؤدي لظهور حفر صغيرة في الأظافر مع تغير لونها ونموها بصورة غير طبيعية، لدرجة أنها قد تصبح منفصلة عن القاعدة ورخوة جدا وفي النهاية يتفتت ويزول الظفر بشكل نهائي.
- الصدفية النقطية: إن هذا النوع من أنواع مرض الصدفية يؤثر بالدرجة الأولى على الأطفال واليافعين، ويكون السبب غالبا ناتج عن عدوى بكتيرية مثل التهاب الحلق العقدي، ونلاحظ ظهور بقع قشرية صغيرة على شكل قطرات على الساقين والجذع.
- صدفية الثنيات: هذا النوع المزعج يؤثر على ثنيات الجلد وخصوصا في الأليتين والثدي وتسبب ظهور بقع ملساء من الجلد الملتهب وتزداد الحالة سوءا مع كثرة التعرق والاحتكاك المتواصل، والنتيجة تكون الإصابة بالالتهابات الفطرية.
- الصدفية البثرية: هي أكثر نوع نادر من أنواع الصدفية، حيث تكون عبارة عن بثور ظاهرة مليئة بالصديد، وقد تظهر على شكل بقع منتشرة أو ضمن مناطق صغيرة في باطن القدم وراحة اليد.
- الصدفية المحمرة للجلد: يمكن أن نقول أن هذا النوع قليل الانتشار وهو يغرق الجسم كله بطفح جلدي متقشر يسبب الشعور بالحكة المستمرة أو الحرقة، ويأتي على شكل نوبات مزمنة أو حادة.
“قد يهمك أيضًا: علاج البشرة الجافة المقشرة“
أسباب مرض الصدفية
يعتقد أغلب الباحثون أن الصدفية هي عبارة عن خلل موجود في الجهاز المناعي، وينتج عنه نمو لخلايا الجلد بصورة أسرع من المعتاد، وينتج عن هذا النمو السريع واحد من أكثر الأنواع شيوعا لمرض الصدفية وهي الصدفية اللويحية على شكل بقع جافة.
رغم كل الدراسات لم يتم تحديد السبب الواضح للإصابة بالصدفية ولكنها كما سبق وقلنا عبارة عن مشكلة مناعية تهاجم فيها الخلايا المقاومة للعدوى خلايا الجلد السليمة عن طريق الخطأ ويعتقد الباحثون أن العوامل الوراثية تلعب دور أساسي في هذا الأمر.
“اطلع أيضًا على: الطفح الجلدي الحراري“
محفزات الصَّدفية
من الممكن أن لا تظهر أعراض مرض الصدفية على الأشخاص المعرضين لها لسنوات عديدة حتى تأتي العوامل المحفزة، ومن أهمها:
- العدوى بالتهاب الحلق العقدي.
- سوء أحوال الطقس وخصوصا الأجواء الباردة الجافة.
- إصابات جلدية معينة مثل الخدوش والجروح.
- التدخين أو حتى التعرض السلبي للدخان.
- الإفراط في شرب الكحول.
- بعض الأدوية من أهمها أدوية ارتفاع ضغط الدم.
“تابع أيضًا: الحساسية الجلدية“
كيف نتعامل مع أمراض مرض الصدفية في الشتاء
إن أعراض مرض الصدفية تصبح أكثر سوءا في فصل الشتاء بسبب برودة الطقس وانخفاض الرطوبة بشكل واضح، وهذا الأمر يستدعي المصابين بهاذ المرض الجلدي لاتباع عدد من الإرشادات وأهمها نذكر:
- الاستحمام بالماء الفاتر حصرا: من الممنوع استحمام مرضى الصدفية بالماء الساخن خلال فصل الشتاء لأنه يفقد البشرة كل الزيوت الطبيعية الموجودة فيها وهذا ما يزيد الجفاف، لذلك ننصح كل مرضى الصدفية بالاستحمام بالماء الفاتر مرة واحدة في اليوم ولمدة لا تزيد عن 15 دقيقة مع مراعاة دهن الجسم بالكريم المرطب للحفاظ على ترطيب البشرة.
- تهوية المنزل بشكل جيد: في الشتاء نقوم بإغلاق كل النوافذ بحثا عن الدفء ولكن هذا سيؤدي لارتفاع درجة حرارة الغرف وبالتالي زيادة التعرق وتفاقم مشكلة الحكة المزعجة وقشور الجسم، وخصوصا عند الإصابة بالصدفية، لذلك يجب الحرص على تهوية المنزل في الشتاء بدون الحاجة لفتح النوافذ وذلك من خلال استخدام جهاز ترطيب الهواء.
- استخدام الكريمات المرطبة بكثرة: حيث أن فصل الشتاء يتزامن مع عودة فيروس كورونا (Corona Virus) للانتشار ويجب عندها غسل اليدين بالاستمرار وهذا ما سيفاقم مشكلة الجفاف عند مرضى الصدفية، وسوف تساعد الكريمات المرطبة على الوقاية من الجفاف ولكن يجب أن نبحث عن أنواع خالية من أي مواد كيميائية أو عطور أو حتى صبغات.
- تجنب ارتداء ملابس الصوف: إن الصوف عموما يثير أعراض الصدفية وذلك لأنه مهيج قوي للجلد، وهو أيضا يدفئ الجلد ويزيد التعرق وبالتالي تزداد الحكة، ينصح بارتداء ملابس قطنية متلامسة مع الجلد أسفل الملابس الصوفية.
- العلاج بأشعة الشمس: لقد ثبت أنه لأشعة الشمس تأثير إيجابي هائل على مرض الصدفية، وخصوصا أنه في الشتاء تكون كمياتها قليلة، لذلك ننصح مرضى الصدفية بالخضوع لجلسات العلاج الضوئي.
- الوقاية من الأمراض المعدية: من المهم أن يقوم مرضى الصدفية بحماية أنفسهم من الأمراض المعدية وذلك لأن أي نزلة برد أو إنفلونزا قد تسبب ظهور البقع الحمراء المتقشرة على سطح الجلد وتفاقم الأعراض.
في الختام نؤكد أن مرض الصدفية لا يعد مرض خطير جدا، ويمكن السيطرة على أعراضه بسهولة مع مراعاة النصائح والتعليمات التي يقولها الطبيب والالتزام بالأدوية والابتعاد عن كل المهيجات التي قد تسبب زيادة الأعراض.